صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۳ -

(الذي هو صورة الله في الارض ـ مها شابت قداسة روحه شوائب الخبائث والدناءآت ) لا يمكن ان يقوم على اساس من الكذب والضلال ، ولكن السياسة - تنفيذ لمآربها الأنانية واغراضها الاستعمارية تجهل ذلك او تتجاهله. وليس بنافعها هذا الجهل او التجاهل ازاء ناموس الطبيعة العادلة وسنة الله الحكيمة. واستبدادها المقيم مقضى عليه بالفشل محكوم عليه بالفناء مهما طال اجله وتراخت مدته لقد تخيل الى زمرة الساسة والاستعماريين ان استمرار سياسة الظلم والجور في ارض الله بلا قامع ولامبيد وتمادي دولة الاستبداد والاستعباد دون ان يصدر وينفذ عليها ما تستحقه من حكم العدالة الالهية دليل على خلو هذا العالم الارضى من قانون العدل والانصاف ولكنهم في ذلك مخطئون غافلون فان حكم العدالة الالهية في هذه الحياة الدنيا قد يؤجل اليوم واليومين بل القرن والقرنين ولكنه حقيقة مؤكدة لاريب فيها ولا مناص منها ـ حقيقة محتومة كالحياة نفسها وكالموت ذاته. ولا جرم فانك ان انعمت النظر في زوبعة الحياة الدنيا تلك الزوبعة المضطربة العاصفة الهوجاء البادية لعينك كأنها كلها هرج ومرج وتشويش واختلاط ـ وجدت انه في اعماق اعماقها يستقر وينطق