صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۲ -

والهاب العزائم حتى تندفع في سبيل جهادها الشريف باضعاف ما بها من قوة وحدة ، فلتغتبط الامة باحزانها في سبيل قضيتها او ليس ذلك الحزن مقياسا لمبلغ ما عندها من شعور واحساس ومن مقدرة وكفاءة بل من غلبة وظفر وانتصار ؟ الا ان حزن الامة المجاهدة ماهو الاصورة معكوسة لمقدار ما لها من عزة وشرف ونبل فلتغتبط الامة المصرية الكريمة باحزانها ولتبتهج باشجانها ولتجعلها مصدر همة وعزم ومضاء.

ولتوقن ان هذا الاستعداد الانكليزي انما هو البطولة واكذوبة وكل اكذوبة فالى الزوال مصيرها مما امتدت بها العصور وتراخت بها الارمان . بذلك قضت نواميس الطبيعة وحكمة هذا النظام المقدس فانه لادوام للباطل. بل ان الحق ذاته لا يدوم على صورة واحدة ولا بد له ان يغير صورته و يبدل شكله وصيغته من آن الى آن حيث يخلق خلقا ثانيا ويولد من جديد اما الاكاذيب ـ وعلى الاخص اكذوبة استعبادالامم والافراد التي خلقها الله حرة طليقة ـ فلقد سجل عليها حكم الاعدام منذ الازل في صحيفة الافدار _ فهي تسير بطيئا اوسريعا الى ساعتها المحدودة ـ الى حينها المحتوم . وحتفها المحموم . والسر في ذلك ان هذه الحياة لا يمكن ان تقوم على اساس الباطل - وهذا الانسان