صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/240

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۲۸ – والعناء . لمصلحة من يقطفون ثمار الراحة من أفنان الدعة والصفاء . ان الرجـل العظيم يعمل عمله مدفوعاً اليه بدافع وجدانی مستسر في خفايا نفسه العميقة العظيمة ـ فحكمة هذا الدافع الوجداني لا يمكن أن تكون بادية لعيون العامة والجماهير مثلما تبدو وتظهر لصاحبه. بدليل ان كل امرئ يكون أعرف بسريرة وجدانه من غيره ويكون أبعد نظراً وأقصى مرمي فيما يتعلق بمذهبه الخاص به دون غيره وبخطته التي هو انتهجها دون سواه . ولكنا نرى الذين لا يريدون أن يعترفوا للرجل العظيم بشرف مسعاه . وسمو غايته ومرماه ـ إما لقصر عن إدراك مراميه أو لآفة في نفوسهم ـ ينكرون عليه بعد همته. و حسن نيته. فيتهمونه بالسعي وراء حاجة في نفسه وبغية شخصية أنانية . ومن ثم يحكمون عليه بما لا يليق أن ينسب الى الفحول والابطال . أمثال هؤلاء الظالمين الجائرين لايرون في أبطال العالم الذين هم بناة مافى العالم من مجد وعظمة ومشيدو ما فيه من صروح الحضارة والمدنية العالية ـ والذين هم في الحقيقة اعلام التاريخ وفرائد عقده النظيم المؤلفة منهم سلسلة المدنيات الذهبية ـ الا اشراراً آمين لافضل لهم ولا خير فيهم . وانهم لم يأتوا من أعمالهم العظام ما أتوا الا ارضاء لشهوات أنانية واشباعا لمطامع شخصية . والواقع ان