صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/239

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۲۷ - مراميها . وهي وإن راعت بعض القوم واخافتهم ـ لمجزهم عن سبر أغوارها . وادراك أسرارها . ـ فالواجب على الجميع أن يوفوها حقها من الاجلال والا كبار . اذا كانت قد حفت من شواهد الجلال و آيات السمو والعظمة بما ينبغي أن يثير عواطف الاعجاب والا كبار في فس كل شريف بل في نفس كل من علق بنفسه أدنى أثر من عناصر الشرف والكرم والمروءة ـ فيملؤه عجباً وطرباً من جلال أعمال ذلك البطل ( وان نصر ذهنه عن تمام إدراكها ) ثم يلهمه شيئاً من الصبر والتأني انتظاراً وترفياً لما سيكون من نتائج فعاله وعواقب أعماله . ـ وحسبه أثناء ذلك أن يحمل نفسه على الاعتقاد بأن أفعال مثل هذا الرجل القوى انما هي أفعال المولى جل شأنه يأتيها على يد عبد من عباده. فقبيح بأي مخلوق أن يتسرع اليها باللوم والطعن والهجاء وذميم أن يعجل الى منفذها بالشر والشغب والمناوأة أو يعترضه في سبيله الخشن الصعب بالعرقلة والتعطيل والمقاومة ـ فحسبه بخشونة مركبه ووعورة مسلكه . وإنه ببيت ساهر الدين من أجل عيون ماء أجفانها الرقاد . وينصب متعب الجسد من أجل أحساد . نتقلب على الين مهاد . ويتجرع غصص الالم . في سبيل أقوام برشفون أقداح المسرات والنعم . ويخترط أشواك المضض من شجر الكد