صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/226

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ٢١٤ – كما قال توماس كارليل ـ « أمر حياة أمة أو مماتها ـ أمر فلاح أو خسران ومسألة بقاء أو فناء . فلم يك منه ازاء ذلك الا الجد المر والاخلاص العميق . فأما التلاعب بالكلمات والعبث بالحقائق فليس من شأنه البتة . والعبث والتلاعب في المسائل الحيوية الجلى جريمة من أفظع الجرائم اذ ليس هو الا رقدة القلب وهجعة العين عن الحقائق وتقلب المرء في مظاهر كاذبة خداعة . فمثل هذا الانسان لا يتقتصر أمره على كون أقواله وأعماله كلها أكاذيب بل انه هو نفسه أكذوبة . فأنت اذا تأمله في صميم كيانه الفيت نور الله ـ أعني الشرف والمروءة ـ قد انطفأ فيه سراجه . وخبا وقاده ووهاجه ، فهو على الرغم من ذرابة لسانه . وخلابة بيانه . أوك كاذب . اذ لا يزال مثل هذا الرجل سم الحياة وآفة الانسانية . فان غرك برخامة صوته وجرسه . وحلاوة جهره والبسه . ورفة مسه ولمسه . لم يك في ذلك الاكحامض الكربون تراه على لطف مسراه . ولين مجراه . سما نقيعا. وموتاً ذريعا . » والآن بعد الذي أوردناه من ذلك الفصل المسهب والمطالب المستفيض في وصف الركن الاول من مناقب ثروت باشا أغني الملكة الخطابية البيانية باصولها وفروعها وعددها وآلاتها ودقائقها وأسرارها ننتقل الى الركن الثاني من صرح أخلافه الوطيدالرفيع