صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/227

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢١٥ - أعلى دمائة الطبع وعذوبة الشمائل . لقد جاء في حكمة الاقدمين انه ان يستطيع مسرة الجلساء واطرابهم بفنون الأحاديث من كانت روحه خالية من عنصر السرور والطرب . فان الحديث المشتمل على تحف المعاني، وبدائع الافكار اذا صدر عن روح ساخطة أو غضبي أو متضجرة أو مشمئزة أعنى عن روح متنافرة مع أرواح الجلساء والعشراءكان جديراً أن يدهش الاذهان ويهرها ولكنه ليس جديراً أن ينعش الارواح ويدخل على النفوس عوامل الانس والصفو والحبور . خلة اجتذاب القلوب واستمالة الأهواء مال أن تتوافر لمن كان موحش الناحية مقفر الجناب خشن الجانب ، فان الاذهان خلاف الارواح وليس من اللازم المحتوم أن الرجل القادر على النفاذالى اذهان الناس بروائع كله أن يستطيع بهذه الواسطة وحدها أن ينفذ أيضا الى قلوبهم وأرواحهـم ـ إذ كيف يتأتى له ذلك اذا كان جامد الروح مظلم الهواء راكد النسيم . والرجل الخالية نفسه من عوامل الفرح كيف يستطيع ادخال الفرح على نفوس غيره . ولذلك قيل ان فن استمالة الغير بأسباب المسيرة انما أساسه أن تكون قبل كل شيء مسروراً في أعماق نفسك . ومن ثم