صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/225

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۱۳ ومعالجة آفاتها ومحنها واساغة جرءتها المضيضة ومضغتها المرة وتليين عجلاتها العسرة المستعصية تسهيلا لسيرها بقافلة الانسانية التعسة في اوعار هذه الحياة الشاقة الاليمة إلى مثوى الانسان الاخير في سكينة القبر وهدوئه ـ أقول هل ترى كل هذه الاشياء المكون منها صرح المدنية ونظام الحياة الا نتيجة كلمة حق تعبر عن فكرة صالحة ؟ أجل ليس ثروت باشا بالعابث في أحاديثه وخطبه يتوخى التأثير السطحي في الجماهير بطنين الكلام الأجوف الرنان ويخدع العقول بزبرج الكلام وتزاويقه يبتنى بذلك المفاخرة باللسن والذلافة . والمباهاة بالحذق واللباقة . ويريغ الشهرة والذكر والجاه والسلطان .. ولكنه رجل الجد والاخلاص والصدق قولا وعملا كثير الاطراق والتفكير فاذا نطق فماشئت من لب وفضل وحكمة ، لا يتصدى بالكلام لغرض من الاغراض أو مسألة من المسائل الا أنار شبهتها وكشف غامضها واستثار دفينتها وهكذا يجب أن يكون الكلام والا فلا . ان ثروت باشا ذلك الرجل المجبول بفطرته على الجد والاخلاص والحمية ليرى في قضية البلاد المقدسة أمراً جللا أعظم من أن يحتمل العبث والتظاهر والمباهاة والادلال برنات طنان الكلام وسجعانه . لقد كان الأمر عنده