صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۰ –

هذه المذكرة الممقوتة كان أعصب يوم في تاريخ الحركة المصرية.

ما كان أكذب آمال الأمة المصرية يوم غرتها من مواعيد الانكليز في الدعوة الى المفاوضات لمحات السراب و بارقات الخلب! سحابات ابخرة الاباطيل تنقشها بأجمل الالوان كيف الخديمة الخاتلة ! ما أجملها في عين ناظر يشيمها بلحظ الغرور . وما أروحها لقلب ساع يهرع نحوها بسرعة الصب المفتون : وما أفرغها في النهاية وما أخلاها من كل فائدة وطائل !

كيف خبت كواكب الامل المشرقة واكفهر وجه السماء وانذرتنا من جانب الافق طوالع النحس . فهل كان الرجاء انقطع بتة وهل ضاع الأمل آخر الابد؟ كلا : انما ارجيءالامل وسوف الرجاء . لم يمح الامل ولم يزل وانه واسم الله بطبيعته غير قابل للمحو والزوال وهو العنصر الابدى في طبيعة الانسان وهو القاعدة التي يقوم عليها كيانه وهو ميراث الانسان وذخيرته الوحيدة حين تسلب منه سائر الذخائر . او لم يسم الفلاسفة والحكماء هذه الدار الفانية التي يسكنها الانسان « دار الامل » ؟

ما اقسى تقلبات الصروف السياسية بهذه الأمة المصرية المجيدة . وكيف لايزال مصباح الامل يستدرجها على سناشعاعه البراق في اوعار السياسية العسوف وفى صعابها واوعانها . وكيف