صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/216

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ـ ٣٠٤ - فهو لا تنفد من يديه أوراق اللعب الفائزة فاذا القى الورقة فكسب « الطابق » لم تستطع أن تقول هذه آخر ورقاته اذ لا يزال لديه عتاداً من السلاح وذخيرة من القوة . مثل هذا الرجل يستطيع كما قلنا أن يقلب كيان الدولة ثم تصبح أحاديثه ضربأمن المعجزات والخوارق وأجل معجزانها انها تؤثر في سامعيها فتنة وسحرا حتى يولونه على مجرد السماع به اعظم الثقة واكملها وبذلك يتأتي له أن يغير وجه العالم وحينذاك يسعى في خدمته ويقوم بتر يدد صدى مساعيه الشعر والنثر والتاريخ وتنشأ المذاهب الفلسفية الجديدة لتعليل سبب وجوده وحكمة حياته واعماله . ان ميزة هذا الرجل هي تمام مقدرته على امتلاك عواطفه ووجداناته ، ولكن سر تغلبه وسيطرته أدق وأعمق من هذا ـ ذلك هو سريان فوة الطبيعة بلاعائق وجريانها وانطلاقها بلاعقبة او حائل من ذهنه وارادته الى يديه . فالرجال والنساء لعبه والآنه وحيثما وجدوا فثمت له مصدر حيل الى مراميه وذرائع الى اغراضه . وما أحسن قول لوثر حيث يقول « انما الرجل من اجاد الكلام ». فامثال هذا الرجل كانت ولايات اليونان تستهدى وتستورد من ولاية « اسبرطة » ( أوفر الولايات نصيبا من الفحول ) حينها كانت تحتاج الى قائد . واذا ضر بنا صفحاً عن فحول الرجال من الملوك والقوادوأهل (