صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/215

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۲۰۳ - كنت ريحاً فقد لاقيت اعصارا » ولا عجب فما أعظم الفرق والتفاوت بين الرجل والرجل في قوة الوجه : الست ترى الرجل يتغلب على الآخر بتفوق الاول على الثاني في قوة العين وحدة اللحظ فيبهره بذلك حتى يحيره وير بكه . او ما سمعت بالرجل كيف يستطيع برباطة الجأش وجرأة الجنان و بالثقة بالنفس واستشعار سيما العزة والعظمة ـ أن يخضع الرجال ذوى المنزلة والمكانة والصولة والنفوذ والجـاه فيقودهم ويسودهم وبرأس ماشاء من الشيع والاحزاب فربما عزل الملوك والغي الدساتير وقلب الدول والمالك . واني لا أشك في أن مثل نابليون بونابرت أينما وضعته وفي أيما زمان أو مكان القيته فلا بد أن يسود ويقود وينفذ كل ماشاء وأراد . وقد كان يولوس قيصر في أيام صباه وقع في أسر جماعة من القرصان . فماذا كان منه ؟ لقد القى بنفسه في سفينتهم ثم مالبث أن أكد بينه وينهم أمتن روابط الصحبة والألفة . وكان يحدثهم القصص والنوادر تارة ويلقى عليهم الخطاب تارة أخرى . فاذا رآهم لا يهللون اعجابا ولا يصفقون طربا هددهم بالاعدام شنقا ( وقد نفذفيهم هذا الوعيد فيها بعد حينها صار قيصرا ) ، ولم تك الا مدة قصيرة حتى أصبح زعيمهم وعميدهم . مثل هذا الرجل معصوم في جميع أوقاته وحالاته من آفة الاضطراب والارتباك والدهش والحيرة..