صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/212

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۰۰ – ان « بولوسيس » سد بها آذان نوتية سفينته حينها كانت نمر بهم على جزيرة الساحرات اتقاء ما خشيه عليهم من فتنة اصواتهن وسحر الحانهن هذا النوع من البيان السطحي هو شيء خلاف ما قد امتاز به ثروت باشا من قوة البلاغة الحرة الصادقة . وانى أرى فرق ما بين الصنفين كالذي بين رشاش الفوارة الصناعية الذي لا يكاد يتصاعد حتى يتهاوى ولا تكاد تتلألأ على ليات الضحى قلائده. حتى ترفض حباته وفرائده . وبين البحر الخضم في دوافق موجه ودوافع لجه . تجيش فيه زواخر عبابه . وتقصف في حجرتيه زماجر عجاجه وصحابه . ويكمن في اعماقه . نفائس اعلاقه . ويستكن في ضميره روائع ودائعه . وبدائع بضائعه. وكذلك شأن الخطيب السامي الدرجة في مراتب البلاغة . وهذه صفات من تسنم ذروة البيان ونزل من الفصاحة في الغارب والسنام و تلك لعمرى مزية نادرة وغاية بعيدة المنال تتقطع من دونها انفاس البراذين ولا يدرك مداها الا الكرام العتاق وابن اللبون اذا مالز في قرن لم يستطع صوت البزل القناعيس - وانما نال ثروت باشا هذه الغاية وبلغ هاتيك المرتبة بفضل