صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/209

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۹۷ -- عماء فيه وبعرضه من شعائر الجنازة وانبروا يرقصون حول نعش الميت . ان الخطيب البارع والمحدث الرائع لايحتاج الى جرس يلفت اليه الناس وينبههم الى مكانه ويشعرهم بنفاسة اقواله كما انه لا يحتاج الى بوليس يقوم بمهمة توقيف الناس حوله وتثبيتهم نت بالقوة الجبرية ومنعهم من الانصراف قبل تمام الحديث أو الخطبة . ذلك لأن الحديث العذب والخطاب الشيق يجذب بطبيعته الخلائق ويحجزعم بلاواسطة تشويق أو ترغيب . وكأنى بالوزير الجليل ثروت باشا من ملك اعنة البيان وفقه اسرار الخلابة اذا انبرى يتحدث أو يخطب استدرج الشيوخ من مجالسهم والفتيان من ملاهيهم والصبية من ملاعبهم والمرضى من مضاجعهم وأثبتهم حوله مغلولين بأوثق قيود من الفتنة والطرب فسلبهم ارجلهم حتى لا ينصرفون وسلبهم ذاكرتهم حتى لا يتذكرون اهم اشغالهم واقدس واجباتهم فتشغلهم عن كلماته وتلهبهم . . وسلبهم عقائدهم حتى يكون ايمانهم باقواله خالصا صريحا لا يشوبه رأي مخالف ولا تعارضه افكار منافية أو نظريات مضادة . وقد حدثنا المؤرخ اليوناني العظيم « بلوتارك » قال « لما -