صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/208

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<<-197- وساريوم العاصمة في نفر قليل من محبيه و بطانته لقيتهم جيوش عدوه لويز الثامن عشر الذي كان قد تبوأ الاريكة الفرنسية بعد اعتزال نا بميون . فما هو الا أن رأت تلك الجيوش الجرارة شخص بونابارت وسمعوا صوته حتى خضعوا له واذعنوا وحيوه نحية الاكبار والاجلال يدعونه امبراطورهم ومالك رقابهم وأرواحهم ثم انضموا اليه وانضووا تحت لوائه وساروا في قيادته يؤمون باريز واذ ذاك بهت لويز الثامن عشر وزلزل به وسقط في يديه وفر من وجه نابليون « يحتث انجي مطاياه من الهرب » مثل هذه السيطرة الخطابية والتسلط بقوة البيان على ارواح الافراد والجماعات شبيهة بما يؤثر عن سلطان الموسيقى وتأثير النغمات وتحكمها في شعور سامعيها وفي عواطفهم واراداتهم كالذي يروى عن « أورفيوس » وداوود وغيرها من نوابغ الموسيقيين أنهم كانوا يجتذبون اليهم بقوة عجيبة من قبيل قوة الجاذبية الطبيعية جميع الكائنات مابين حي وجماد من انسان و حیوان داجن و وحشي ومن سبع ضار وضيغم فراس وحشرة وهامة ومن شجرة ونبات وصخرة وجاه ود. أو كالذي يروى عن الطرب «ميودون» كيف لما حرك برخيم النغم او تار مزهره في بعض المسائم استطاع ان يسحر عقول حملة النمش ويفتن البابهم بقوة تأثيره حتى ذهلوا