صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/207

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۹۵ - وتدبير حركات النفوس » . أليس في استطاعة البلاغة أن تغير في ظرف سويعات ماشيدته الحقب والاجيال من العادات والاخلاق والعقائد ؟ وكذلك قد يبلغ من سيطرة الخطيب العظيم مثل ثروت باشا أن يصبح جمهور السامعين بين يديه كالا لة الموسيقية بين يدى المطرب البارع ـ فهو يعزف على أوتار القلوب كما يعزف المطرب على أوتار آلته ويستثير من أفانين الاحساسات والعواطف من جمهوره أمثال مايستنيره المطرب من أفانين الاصوات والالحان من معزفه ـ فتارة يسكن ثائرة غضهم ويطفىء نيران وجدهم ويرد شارد حامهم وعازب رشدء بتهدئة خواطرهم وطمأنة قلوبهم وأخرى بهيج حميتهم ويجرد عزيمتهم وهمتهم . يبكيهم آنا و آنا يضحكهم ، اذا شاء لوى بالطرب أعناقهم ، وشق بالفكاهة أشدافهم . وان شاء استذاب بالعظات عبراتهم . واستنار بالحكم والامثال زفراتهم . وكذلك تراه يستولى على قلوبهم ويستحوذ على شعورهم ويتملك ارادتهم ومشيتهم فتكون طوع بنانه ورهن اشارته فمهما أمرهم به يأتمرون و مهما كلفهم يتحملون ويتجشمون ولو كان اقتحام النار. وخوض اللجج والغار اولم يأتك نبأبونابرت حينها ترك منفاه في جزيره « البا » قافلا الى باريز حتى اذا نزل ارض فرنسا