صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/206

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

194 - ۔ اصلحك الله ـ مايسمونه الرقى والتعاويذ والنفث في العقد الذي نزلت فيه آية الكتاب الحكيم اذ يقول جل شأنه « ومن شر النفاثات في العقد » وغير ذلك من ضروب السحر وفنونه ـ شيئا سوى الالفاظ والكلمات ؟ وهل رأيت رجلا بلغ من النعيم أقصاه . ومن الصفاء والرغد منتهاه ، فوثق بالحظ وأمن من طوارق الحدثان . وأخذ على القدر الميثاق ومن الدهر الأمان . الاكان في استطاعتك ـ ان كنت ممن أوتى سحر البيان أن تبـدد ثقته وتذهب طمأنينته وتورثه القلق والاشفاق باللفظة تنبذها في سمعه . والكلمة تلقيها في روعه . أفلم برو لنا التاريخ أمثال هذه الحال عما كان يحدث بين الملوك ووعاظهم من العباد والنساك اذ كان يطلع الناسك على الملك العظيم وهو منغمس في غمار اللذات والملاهي فيرميه بالكلمة من الوعظ فاذا هو قد أفاق من غمرته . وهب من رقدته . ثم أطرق فاعتبر . وارعوى فازدجر . ألم نقرأ أمثال هذه الاخبار عن كسرى والسائح وعن النعمان وعدي بن زيد وعن المنصور وخالد بن صفوان ؟ وعلى العكس من هذه الحال ـ أي كارثة عظيمة أو فاجعة أليمة تنوب الفتى فلايكون في مقدرة المنطق الخلاب أن يشرع في تسكين حدتها ، وتلطيف سورتها . وقد عرف أفلاطون البلاغة بأنها « فن سياسة العقول