صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/205

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۱۹۳ الامير من لبس التاج وجلس على الاريكة . انما الامير من عرف كيف يحكم النفوس ويسيطر على الافئدة . وكأني بالرئيس الجليل يستطيع بحدة ذكائه أن ينفذ الى اعماق القلوب عليها بذات الصدور مطلعا على مكنوناتها طبا بادواء النفوس خبيرا بأمراضها وعللها قديراً أن يداوى هذه العلل والادواء بخلابة القول ـ لديه الكل جرح باسم من فتنة اللفظ ولكل كلم مرهم من روائع الكلم - فنون شتى من البيان . تعالج بها فنون شتى من آلام النفس والجنان . ولا عجب فلقد يؤثر عن « انتيفون » اليوناني أحد الخطباء العشرة الذين روى « بلوتارك » أنهم أقطاب الخطابة في العالم - أنه نشر فى أتينا اعلاناً عن نفسه قال فيه « اني مستعد لتطبيب أمراض الذهن بالكلام ومداواة علل النفس بالالفاظ » وليس ذلك بمستحيل . وقوة سلطان الكلام معروفة مجربة في كل زمان ومكان منذ كان الانسان وآثار الالفاظ في التسلط على )) (( الأمزجة والعواطف والاحساسات وفي العقائد والافكار والمذاهب وتكييفها وتشكيلها حسب أميال المتكلم وفى قلب كيان الأذهان والنفوس في الافراد والجماعات ۔ بل قلب كيان الدول والمالك تعد من قبيل الخوارق والمعجزات . وهل ترى 13 ـ أبطال