صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/204

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۹۲ في محكمة الازل مهما طال عمرها وتراخت مدتها . فأنت اذا بنيت خطابتك على أساس من الباطل وكانت مقدمة قياسك المنطقى أكذوبة فمهما استعملت بعد ذلك من خلابة اللسان . وسحر البيان . ومهما أثرت في سامعيك بحرارة العاطفة ونارية الوجدان و بهرتهم بقوة الروح القاهرة وغلبة الشخصية الباهرة، فانك ان تصنع شيئا ولن تحدث في عالم الحقيقة أثراً وتكون انما انتهيت من حيث ابتدأت . وما كان امرؤ قط ليستطيع بأكمل عدد الفصاحة وأمضى سلاح البلاغة أن يرفع الى ذروة الحق من فنون الباطل ماتراه يهبط بطبيعته الى الوهـدة ويهوى الى الحضيض. و أما الفوز الدائم والنجاح النهائي فذلك نصيب البارعين المخلصين والحاذقين الصادقين أمثال الرئيس الجليل ممن جمعوا بين رجاحة العقل و نزاهة النفس - بين حدة الذكاء وشدة الغيرة والتضحية ـ بين الملكات الذهنية والفضائل النفسانية ـ بين سمو الفكر والروح معا . وصفاء الذهن والقلب جميعا . لقد بلغ ثروت في براءة الخطابة والبيان منزلة أصبح معها مليئا أن يقتاد أعنة قلوب سامعيه فتذعن اليه وتمنو فهو المسيطر على نفوسهم المتحكم في عواطفهم ووجداناتهم . وقدما قيل : ليس