صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/203

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۹۱ - هكذا شأن فحول الرجال الذين يصولون في ميادين الخطابة والمناظرة بقوة شخصيتهم الهائلة ويسيطرون على النفوس بسلطان ة الروح النافذة الباهرة ، والطبيعة الغلابة القاهرة . وبهذه وتلك يحرزون الظفر وينالون الغنيمة . وقد روى عن روبسبيير ـ أحد الثلاثة الزعماء المعروفين في عهد الثورة الفرنسية - ان سامعی خطابه من الجماهير والجماعات كانوا لا يكادون يفهمون كلماته واسكنهم كانوا على الرغم من ذلك يفهمون في خطبه الرنانة ما هو أعظم وأخطار من الفاظها وعباراتها ـ كانوا يفهمون ما اودعت تلك الالفاظ من حرارة الوجدان ونارية الشعور والعاطفة ـ وكانت عدوى هذه الحرارة والنارية تنتقل اليهم وتسرى في أعصابهم وتشيع في جوانحهم وهل يريد الخطيب نتيجة أعظم من هذه أواثراً أشد وأبلغ؟ مثل هذا النوع من الكلام والخطابة وان كان اثره الفعال مضموناً محتوماً قد يكون من الزور والباطل وقد أريد به التمويه والتضليل واتخذ سبيلا الى الفساد ومطية الى الشرور والرذائل ، نقول قد ينجح مثل هذا الكلام الخلاب المؤثر في النفوس بسلطان شخصية باهرة لكنها غير مخلصة.ولكن نجاحه لا يكون الامؤقتا لان الاكاذيب والاباطيل هي كما قلناغير مرة رهينة بالزوال والفناء قد كتب لها الموت وصدر عليها حكم الاعدام