صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/201

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۱۸۹ – اذا قلنا ان ثروت باشا قد حذق فن الخطابة فاما تعنى بذلك انه قد استكمل أدوات هذا الفن وملكاته : أعنى صفاء البصيرة وقوة الذاكرة وحسن البيان . ومتانة الحجة والبرهان وحدة الخيال ـ أي القدرة على ابراز افكاره في صور طبيعية ناصعة - ويضاف الى ذلك الارادة النافذة القوية التي اذا تجملت بالثبات والنزاهة كانت جديرة أن تسمى « الخلق العظيم أو العظمة الاخلاقية » وتلك هي اسمى مراتب الرجولة لاشك في أن السر في نجاح ثروت باشاكمناظر وخطيب - يرجع الى قوة أعظم من البراعات اللفظية والمحاسن الظاهرية كدمائة الطبع وحلاوة الشيم ورقة الشمائل وعذوبة اللفظ والصوت۔ يرجع الى قوة خلقية كبرى وملكة وجدانية عظمى ـ اعنى الاخلاص والايمان ورسوخ العقيدة بما يدافع عنه ويحاول اثباته من النظريات والمسائل . فهو يقبض على ناصية نظريته ويعتنقها أشد اعتناق وأحره . والحرارة - نتيجة الاخلاص والايمان - العامل الاكبر في قوة الخطابة ونجاحها . فاذا أردت أن تفلح في خطابتك فكن كالرئيس الجليل غير متعرض الا لما أنت عالم وموقن وخبير وكفيل أن تحتمل تبعته ومسئوليته وتقدم عنه أو في حساب وأدقه . فانما الخطابة والبلاغة أن تعمدالى الحقيقة 41