صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/200

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۸۸ - كان حديثه كالسلم الموسيقى قد استوعب درجات النغم من أخفت جرس التحية وأرق كلم الملاطفة الى أرفع صيحة الغضب وأشد صرخة الوجـد . ففيه ضحكة الطرب الجذلان . وزفرة الصب الولهـان . وايجاز المجتزئ باشارته . وأطناب وليم بيت في خطابته . وقد روت عنه السيدات والاميرات ربات الادب البارع. والفضل الرائع . انه كان يزدهيهن بفتنة حديثه ويستحفهن بخلابة بيانه حتى يكدن يثبن في الهواء ويطرن في الجو . فهذا وايم الله عجيب ، وأعجب منه مارواه النقادة الجهيد المستر لوكهارت من أن خدام الفنادق كانوا اذا رقدوا في مضاجعهم للرقاد ورنقت سنة النعاس في أجفانهم ثم سمعوا صوت الشاعر بارنزيتكلم وثبوا من مراقدم فالنفوا به وكلهم اقبال عليه واصغاء لحديثه . ومالى أعجب من ذلك ؟ اليسوا رجالا ينصتون الى رجل ؟ وأعظم ما يؤثر عن بارنز مارواه لى شيخ مسن كان من أخص أصدقاءه ـ من أن بارنز مافتح فاه قط الا القى منه حكمة . قال ذلك الشيخ « لقد كان بارنز كثير الصمت فاذا تكلم جلى من غوامض الامر وأنار شبهاته . ولا أدرى لماذا يتصدى أمرؤ للكلام اذا لم يكن قادراً على هذا . »