صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/190

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱۷۸–

بل غرور وسفاهة . انما الاخلاص اخلاص من كان مثل رشدی لا يباهى به ولا يفاخر ولا يكاد يحسه أو يشعر به اذ كان في نفسه فطريا غريزيا فهو معدن روحه وجوهر نفسه

ان مايبدو لنا صريحاً من فرط اخلاصه وعطفه وحبه لا بناء وطنه وعطفه على أمانيهم وغيرته على مصالحهم هو ذلك الذي بدنيه منا ويصل مابين قلوبنا وقلبه الكبير بامتن روابط الحب واسلاك كهرباءالشعور المتجاوب والاحساس المتبادل. فعينه تنم عن نجوى ضمائرنا ومكنون سرائرنا . وفؤاده يخفق على دقات أفئدتنا ونبضات قلوبنا . والرجل المخلص الغيور يراه الشعب فيعرف لاول وهلة انه فتاه و بطله و بغيته وضالته . ومازال الرجل العظيم يحقق الظنون ويصيب مكانه ومركزه من زعامة الشعب وقيادته ـ اذ يكون مجرد ظهوره كفيلا أن يفسح له المكان اللائق به ويجذب اليه الانصار والاعوان ويخلق له الاسباب والوسائل والمدد والذخائر فهو في ذلك كالجدول الفياض يخلق بذاته لذاته ضفافه الخصبة المربعة المنتجة المثمرة حينما جرى وتسلسل .

لقد جاهد رشدى في سبيل الوطن حق جهاده وأبلى في الدفاع عن القضية أحسن البلاء وكان في طليعة من عملوا على تحقيق