- ۱۷۰ – لا يشعرون بذلك ولا يفطنون اليه . ذلك لان هذه الحياة الدنيا انما هي دار جد واخلاص وليست بألعوبة ولا أخدوعة ولكن حقيقة من أخطر الحقائق . قال توماس كارليل : « ان الابطال مابر حوا موضع اجلال الناس حتي في هذه العصور الفاسدة الاخيرة . ولعل الانسان لم تتحرك في روحه عاطفة هي أطهر وأنقى . وأبر وأنقي. من اجلاله لمن هو أعظم منه قدرا . وأجل خطرا . وما أرانى مناليا اذ فلت ان هذه العاطفة هي الأثر الفعال في حياة البشر أو انها الأساس الذي تقوم عليه الاديان سواء الوثنيات وما هو أرقى وأفضل من الديانات الأخرى . فهذه الديانة النصرانية هـل ترونها في عنصرها وجوهرها سوى اجـلال واعجاب وضراعة وخشوع لذات انسانية سامية الهية ـ ذات أعظم أبطال العالم قاطبة ـ ذات من لا أسميه ههنا بلساني بل أترك ذلك الغرض المقدس لتأملات الصمت القدس ! واذا انتقلنا من الدين الى غيره من مناحي الحياة وشؤونها ألفينا في جميعها من آيات احترام الصغير للعظيم والدقيق للجليل ومن مظاهر ولاء الوضيع للشريف ما تمائل عقيدة الايمان ومناسك العبادة في أمر الدين. وماذا ترى الايمان الديني سوى عاطفة الاحترام
