صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/183

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۷۱ - والولاء لنبي أو قديس . وماذا عسي تكون عاطفة احترام الومنيع للشريف وولاء الصغير للكبير تلك العاطفة التي هي في الحقيقة روح المجتمع الانساني وعماده وقوامه الا صنفاً من عبادة الابطال . وعلى هذا فعبادة الابطال هي أساس المجتمع وسلك نظام الرتب و الدرجات في سلم لم الانسانية ـ ذلك الأساس الذي يقوم عليه صرح العمران وذلك المحور الذي يدور عليه دولاب التعاشر والتعامل ـ حتى ليصح اما أن نسمى مذهب و عبادة الابطال » « هير وأركي ، أي د حكومة الابطال » ـ فالعطاء والابطال وذوو الرتب والمقامات في الامة يكونون لهـا بمثابة الاوراق المالية تمثل الذهب ونقوم مقامه وان اتفق أحيانا لسوء الحظ أن يجيء الكثير من هذه الاوراق المالية مزيفاً مزورا ، فنحن قد تحتمل الاوراق المالية و نعيش بها وان وجد بينها المزيف المزور ، فاما أن يكون كليا مزيفاً فذلك مالا يطاق ولا يحتمل ولا يستقيم به عيش ولاحياة وإذ ذاك تهيج الفتن وتقوم الثورات ويهب الناس يصيحون « المساواة المساواة ! » إذ تزول ثقتهم في الاوراق المالية الصحيحة أو الذهب أعنى تزول ثقتهم في الابطال فيظنون أن البطل المرتفع عن منزلة الاعتياديين من الناس مفقود لاوجود له وان عبادة البطل ضرب من الخرافة والخيال والحقيقة ان صنف البطل