صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/180

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 168 - يحرر الروح البشرية ـ ولو برهمة ـ من اغلال سخافات الحياة ويصفيها من شوائب خيانها ودناياها . ولذلك قيل ان الناس ولدن من بطون أمهاتهم عبادا ـ فهم لا مندوحة لهم عن العبادة حينما أصابوا لها موضعاً . ولقد يطيق الانسان أن يعبد الشيء الصغير اذا كان حقا . فأما الباطل فذلك مالا يطيق اجلاله وعبادته مهما أصم الآذان بطنينه الاجوف واستطار الابصار بز برجه المموه . وأي منظر ـ أصلحك الله ـ ادعى للرحمة والرثاء من منظر الجماهير والجماعات يزدحمون لالقاء نظرات الاعجاب و الاجلال الى مواكب الملوك واحتفالات الزعماء وامثال ذلك من مظاهر الفخامة المزورة والابهة الكاذبة ـ وليس في هذه الجماهير المحتشدة والجموع المتكاثفة الا من تتوق نفسه الى بذل عواطف الاحترام والاعظام واداء فرائض الاجلال والتقديس . ولكن كم منهم بعود ادراجه مطرقاً كئيباً يشكو إلى الله خيبة أمله فيما كان قد حسب وقدر وشدة هبوط ما يبصره من الحقيقة دون ما كان قد تخيل وتوهم . « وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين ، فلما جن عليه الليل رأی كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الا فلين . فلما رأى القمر بازعا قال هذا ربي فلما أفل قال ابن لم يهدني ربي لأكونن