صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/163

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 151 - في افراد الشعب وأي بركة في تشويه جمال الحياة في اعينهم وفى تغشية ابصارهم ذلك المنظار الأسود الذي يبرز لهم كل شيء في رداء قائم ويكسو عروس الطبيعة الحسناء ثوب حداد . ويحيل عرسها الدائم المتجدد مأتما وبرد بشيرها نميا. ويحدث في السلسل الزلال اقذاء وفى مذاق الشهد الجنى مرارة وفي انسجام النغمة الرخيمة تنافرا ويطلع في وجنة الشمس الصقيلة نكتة وداء ويجرى نجوم السعودبالشؤم وبريك المشترى ضمن كواكب و النحس ! ولكن الخير كله والنعيم والسعادة في مذهب التفاؤل القائل بأن هذا العالم ملك للمؤمل المجتهد وان لكل بنية وسيلة ولكل غاية سبيلا وان كل امرىء يحمل في بده مفتاحا لاغلاق خزائن الطبيعة وخا لاحتبال صيدها . فقل للمتشائين من ابناء هذه الامة وغيرها من شعوب العالم - لا تشاؤم ولا اكتئاب ولا تسخط ولا تبرم. فهذا العالم الذي تعيشون عليه وتسعون في مناكبه انما هو مصنع هائل مفعم بالقوة بأفلاكه الدائرة وفصوله وازمانه ومده وجزره ومكينة العالم الضخمة لها ثلة،لأ الفضاء عرضها السموات والارض وهي محكمة البناء دقيقة التركيب لا يعتريهـا الفساد ولا يتطرق