صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/164

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٥٣ - اهی اليها والوهن والخلل ـ وهي لا تزال تصلح نفسها بنفسها بقدرة كامنة في كل ذرة من ذراتها ـ وهي تصنع كل شيء وتقدر على كل شيء ـ فهذا عنصر الماء اتراه يعجز عن حمل أي ثقل مها عظم ؟ وهب ان هناك تقلا الماء حمله فهذا البخار امامك فخر به أو دعك من هذا وجرب الكهرباء مثلا . فهل ترى بعد ذلك لذخائر الطبيعة نفادا . وهـل حاوات مرة ان تزن بالقناطير مقدار ما تسكب القناة الصغيرة الجارية في مزرعتك من كميات المياه ؟ اجل انه لا نفاد لثروة العالم وانه لاشيء في الحقيقة عظيم هائل العظم الاكتوز الطبيعة . هذا على ان الطبيعة لاتبدى لنا سوى قشورها وسطوحها وهي من تحت ذلك بعيدة الاغوار يقدر عمقها بملايين الفراسخ . الا أن الحزم والحكمة في التفاؤل والانشراح وان التشاؤم دليـل الحمق والجمود . ولقد يكون من السهل على جماعة المتشائمين أن يحقروا مذهب التفاؤل واربابه وبلحظوهم بعين الازدراء ادعاء للفطنة والكياسة و تظاهراً بالارب والدهاء ولكنى أرى أن آمال المتفائلين المشرقة وأمانيهم البراقة وما يزخرفه خيالهم من قصور الهواء المونقة أحسن الف مرة واعود بالخير والنفع واجلب للرخاء والدعة مما لايزال التشائم يحفره من جحور السخط