صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/161

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

124 - وحيلته فردوسا . ان الانسان بفطرته متفائل مجبول على الميل إلى الاستبشار والانشراح والنشاط والعزم . وأن هذا التفاؤل هو الذي يجعله صالحا لسكنى هذا الكوكب الأرضى الذي لا يهب الانسان شيئا على لزومه خطة التسخط والضجر وفتور الهمم والعزائم ولكنه يسخو له بكل شيء على التزام سنة التفاؤل والابتهاج ومايورثانه من سعة التدبير والحيلة . فابناء البشر باعتبارهم متفائلين نشطين ترى كل فرد منهم كأنه بمجموعة قوى وجعبة كفاءآت - فتخاله قضيب مغناطيس فوق كرة من حديد . فكل انسان في هذا الوجودكانه مبدع ومخترع قد ابحر في سياحة استكشافية يسترشد بخريطة ذهنه الخاصة التي لا يوجد لها نظير مع غيره من سائر البشر . وهذا العالم الأرضى يظل في نظر المتفائل وكله ابواب ومنافذ ومسالك ـ وكله فرص و نهز ومغانم..وكاله حساس وكأن في كل موضع منه وترا مشدودا يجاوب بالنغمة المطربة كل عزفة عازف . وهذه الأرض الصخرية الصلدة هي في الحقيقة جوهر حي حساس يفيض روحا وشعورا يتأثر بكل لمسة . وبجاوب على كل مسة وجسة ، وسواء سبرت غوره بمحراث آدم أو سيف فيصر أو قارب كولومبو أو مرصـد غاليلو أو