صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/148

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٣٦ -

من الرأى العام وارادة الامة ، وانه لو لم تعترف انكلترا بالغاء الحماية وباستقلال مصر لماقبلوا الوزارة ولما تسنى لجلالة الملك أن يكل اليهم العناية بأمر النظام الاساسي فهم من هذه الوجهة ومن وجهة مشاركة الامة في كفاحها وجهادها لا يمكن فصلهم عن مجموع الامة واعتبار ثم حكاما بالمعنى العتيق المنقرض يتحكمون في الشعب نحكم العاسف المستبد الذي لا يحترم ارادة الامة ولا يعترف بسلطتها المقدسة . كما كانت الحال في العهد السالف

ذلك عهد قد انقرض وباد . وقد اصبحنا اليوم في عهد جديد ميمون تتضافر فيه الامة والحكومة معا على تقويض صرح الاستبداد ونسف دعائمه واستأصال جرثومته لنغرسا شجرة الحرية المباركة اعنى شجرة سلطة الامة التى تزرعانها في تربة الوطن العزيز بين رفات الاباء والاجداد وتسقيانها دماء الشهداء من ابناء الامة لتزكو على ضفاف النيل المبارك وتنفح ببرد ظلالها عظام العرب والفراعنة في اجدائهم وتغدق على الابناء والذرية ثمارها اليانعة الجنية . فالوزارة اليوم من الامة والامة من الوزارة. وها في الحقيقة كتلة لا تنقسم ووحدة لا تقبل التجزئة وحلقة مفرغة لا يعرف این طرفاها _ هـذا من حيث الاخلاص في الوطنية وصدق