- ١٢٥ - أن تأتي كل ما من شأنه عرقلة المساعي وأضعاف المجهودات وابذاء القضية . ولكن ماذا تصنع المعارضة وماذا تفعل الوطنية اذا أصابتها الانانية : اليست الأنانية جـديرة ان تصم أذن العقل وتخرس صوت الضمير وتغشي ناظر الرأى والبصيرة . وتطرح في زوايا الاهمال كل مسألة وقضية الامسألة شكايتها الوهمية وظلامتها ا الخيالية وفى هذه الحالة تتوق وتصبو الى فكرة الانتقام، وقدما قيل ان الانتقام حلو لذيذ عند الانسان الاعتيادي الحاد العواطف وكم رأينا وسمعنا عن التضحيات العظيمة تبذل في سبيل الانتقام ومن أجل تذوق حلاوته واستمراء لذاذته . ولا جرم فالانتقام هو كما وصفه الروائي الاشهر « السير والترسكوت » « اشهى لقمة طبخت في نار جهنم » ولا عجب اذا رأينا المعارضة رغبة في الانتقام تشن الغارة أثر الغارة وتصول بجيوش المظاهرات وتقيم مسرحا عظيما للشغب واللحب والصباح تلعب عليـه أو تتفرج جماهير العامة والنساء والصبيان مدفوعة بما جبلت عليه تلك الطبقات من حب الهياج والصخب والضوضاء وبما فطرت عليه من الشغف بمشاهدة ملاعب الصراع والملاكمة مما يثير الشعور وبولد تلك اللذة الحاصلة
