صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/136

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٢٤ - كيف ينقسمون شيعا و احزابأحسب ميولهم الغريزية للاشخاص الخرافية المسرودة عليهم اقاصيصها ـ كل فريق يتعصب لزعيم دون الآخرين . وكيف في سبيل انتصار كل لزعيمه الخرافي وتشيعه له يتهيج ويثور وبما وثب على مناظريه من انصار الزعماء الآخرين واستطال عليهم بالسب وأحيانا بالضرب . فهكذا يبلغ من حدة العواطف البشريه وغلواء سورتها حتى في حين تأثرها بالعوامل الخيالية الوهمية المستمدة من عالم القصص والخرافة - فما بالك بفرط سطوة هذه العواطف وطغيانها اذ تسلطت عليها عوامل فلمية واقعية من عالم الحس والحقيقة هذا هو الحاصل بيننا اليوم وذلك هو شأن المعارضين ومن شايعهم وتابعهم ـ والا فكيف كان يمكن ويتأتى ان ينكروا المحسوس والملموس ويماروا في الحق الصراح ويلوموا غير ملوم . ويذموا غير مذموم ، ويرته را سائمة الهجاء في غير مرتع . ويشرعوا صادية القدح في غير مشرع . وكيف – لولا هذه الحال التي شرحناها كان يهون علميهم مايحاولون اتيانه من تفريق ذات البين وتبديد الصفوف وتمزيق الوحدة وفك الاواصر . حقا ان المعارضة اذا خلت من عوامل العواطف الشخصية والشهوات الحزبية وصحت من سكرة الأثرة والانانية عز عليها -