صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/135

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۱۲۳ – بسبب سرعة الانفعال والثورة والهياج لما هو مفروض في تلك الحالة من ضعف سلطان العقل وضو ولته امام جيش العواطف . ونحن لانزال في غدواتنا وروحاتنا نبصر أثر هذه الخصلة العتيقة أعنى الولوع بالاشخاص لمجرد أسباب مادية لاعقلية ولا روحانية وتقديس اولئك الاشخاص لمجرد تأثيرهم على عواطف مفتونيهم من العامة لا على ما كانهم العقلية والروحانية ـ باديا في كل شبر من أراضي بلادنا وفى كل آن ولحظة من خضوع العامة لرجل قوى البطاش فيهم مرهوب السطوة يسمونه «فتوة فمن شاء أن يرى أصدق صورة تمثل تاريخ العصور الوسعلی:هر الاقطاعيات او عهد الفروسية في أوروبا المظلمة ووقائع « قلب الاسد » و « اوراندو » و « اماديس ديجول » فليط اللع على ما يجرى من مظاهر العواطف العمياء والانانية الخبيثة في طبقات العامة مما بدعوهم إلى تمجيد زعمائهم من « الصبوات » و « الفتوات » وان تشأ مثالا آخر على هذه المظاهر الممقونة فتفقد ليلا محافل العامة في فهوانهم حيث تتلى عليهم قصة عنترة وأبي زيد وانظر في وجوه القرم وحركاتهم مظاهر تلك النزعة الرجعية - نزعة تقديس الزعيم لمجرد قوته العضلية ومزاياه العدوانية وفرط تأثيره على عواطف شيعته وانصاره . بل أنظر اليهم