صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/134

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۱۳۲ – أما الكلام في المعنويات وارسال الذهن الصافي البلوري يسبح في عالم الافكار والروحانيات ويغمس أجنحته في ضياء الحقائق ويقلب المعاني محضة بحتة عارية عن ثياب الاشخاص والمادة والزمان والمكان فذلك مالا أستطيعه ولا تعرفه هـذه الطبقات من العامة والنساء والصبيان وانما هو شأن العلية الفضلاء اولى الفطن و الالباب ولا يخفى ان هذه الخصلة أعنى تعلق النفس وجولان الذهن في عالم الحس وضعفهما عن خوض عالم المعاني والنظريات هو من مظاهر الامم والشعوب غير المتمدينة التي تكاد تنحصر أعمالهـا ومساعيها في التكافح والتقاتل وشن الغارات بعضهم على بعض لاتزال هذه القبيلة تغزو أختها وهذه الفصيلة تكتسح جارتها . ثم ترى أفراد كل قبيلة لام لهم اذا ضمتهم محافلهم وانديتهم الا وصف مواقف أبطالهم في ساحة الوغى ونعت ما أنوه من آيات النجدة والبطولة ثم تمجيد الزعيم الاكبر وتقديس ذاته . فأحاديتهم وأفكار ثم مقصورة على الاشخاص ومظاهر المادة لا تتعداها الى عالم المعنويات والمبادىء والقوانين العامة . ولا تنس مالا بد أن يصحب هذه الحالة ( اقتصار الافكار والحديث على عالم الحس ) من تعرض العواطف والاحساسات