صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۱۱ - القويم المؤدى الى الغاية المفصودة الا اذا تسيطر عليها العقل لأنه يعصمها بذلك من أن تنقاد في عنان الانانية أو تجرى وراء الاغراض الشخصية . لأن العقل لا يولع الا بالصدق ولا يهيم الا وراء الحقيقة ـ فهو يهيم أثر الحق متعطشا اليه متلهفا عليه كالعين منهومة بالحسن تتبعه والانف يطلب أقصى منتهى الطيب " صبا به مستهاما ـ أقول كذلك بهيم صاحب العقل في طلب الحق مدرضا نفسه لشفار السن المعارضين تنهش عرضه و تفرى أديه ولكنه يمضى رغم ذلك كالسهم المرسل والسيل الجارف أو كما انقض كوكب أو كما طا رت من البرق شقة في غمام والناس يعجبون له كيف لم تستثر هذه العوامل المهيجة عواطفه التي تخال كأنها الصخور الصم . أو الهضاب الشم . بل يكاد يخيل اليهم ان مثل هذا الانسان ربما كان بلا عواطف والواقع أنه مادام يهيم في أثر الحق فهو عديم العواطف الا عاطفة الهيام بشخص الحقيقة فأما عواطف الاستياء والغيظ والتألم من المطاعن والمقاذف ومضيض الهجاء والقدم وعواطف الاحقاد والأضغان والتعصب والتشيع فهذا ماليس له محل في صدر ذلك