صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۱۲ – الرجل الذي افعم قلبه حب الحقيقة افعاما لم يدع مجالا لأي عاطفة أخرى . فاذا كانت العواطف والشهوات الانانية هي مقياس انسانية الرجل ومسيار بشريته فانه يصح لنا أن نخرج مثل هذا الرجل من عداد البشر ونجرده من الانسانية فنسميه أي شيء الا انسانا. والواقع انه أشبه ببعض الآلات والمكينات (كالة الاحصاء مثلا التي تمر خلال جملة عمليات حسابية بغابة الضبط والدقة وبلا ادنى شعور أو تأثر بما يحيط بها من المؤثرات الجوية والعوامل الكونية ـ الى نتيجة مضبوطة لا تقبل تغييرا ولا تبديلا ) منه بابناء البشر نقول أن الوطنية في مثل هذا الرجل لا يخشى عليها من بوادر الاهواء والشهوات وآفات التحيز والتعصب اعنى من مظاهر الانانية . فوطنية هـذا الانسان خليقة ان تعد وطنية محضة صريحة نزيهة نقية ـ منطوية على عناصر الخير وعوامل النجاح مضموناً لها ادراك البغية وبلوغ الغاية . فهل وطنية اخواننا المعارضين هي من صنف تلك الوطنية المحايدة المجردة من المادة البشرية والعناصر الانسانية اعنى من العواطف والشهوات ـ هل وطنية المعارضين هي من قبيل