صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/122

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۱۱۰ – 1 ان وظيفة العقل في هذا الوجودهي محاربة الشهوات والعواطف. لذلك نقول ان الوطنية باعتبارها غريزة وعاطفة اذا نحيت عن مسقط اشعة العقل قام حولها من ظلمات الاهواء شر بيئة تتكون فيها جراثيم الانانية المنكرة وتظهر بمظاهر شتى من التعصب والتشيع والتحزب وما يستدعيه ذلك من التباغض والتشاحن والتحاقد والتضاغن وحب الانتقام والتأر ولذة التشفى والشماية . هذه الحال بالدقة هي التي تسود اليوم في فريق المعارضين المتشائين ـ وطنية قوية شديدة لاشك فيها ولكنها وطنية مرتدية ثياب التعصب والتشيع مدفوعة بعوامل التحاقد والتضاغن ساطية بسيف الانتقام والثأر ـ أغنى وطنية مسلحة بكامل عدة الانانية وأسلحتها ـ أو بعبارة أبين وأقرب الى الحقيقة ـ أنانيـة مساحة بسلاح الوطنية . الآن أحسب القارىء قد أدرك مغزى كلنى ( المتنافضة في ظاهرها المتناسقة في حقيقتها ) حيث أقول المعارضين ان الوطنية فيكم بالغة أقصى حدها عتب قولى لهم ان أعمالكم لا تتفق مع الوطنية الوطنية كغيرها من الغرائز والعواطف لاننهج المنهج