صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/121

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۰۹ – أو « بمباغ » أو « حمالة » أو في سبيل المقارنة والمفاضلة عند اختياره لون ثيابه بين « الكحلى » و« الكريم » و «الكاكی » ورأيت أن مثل هذا العاشق ينتهى به الامر الى خسران محبوبه وخسران الصحب والصديق والخلان . وكلما ازداد جمالا في عين نفسه ازداد قبحاً في عيون الغير وكبر مقتا عنـد الخلق والخالق . نقول لقد فات ذلك الفريق أن العواطف والغرائز مهما شرفت و تبلت فانها عرضة للاصابة بداء الانانية مالم تحصن برادع العقل والرأي . ولما كانت الوطنية كما بينا آنفا عاطفة وغريزة فهي بهذا الاعتبار والحكم عرضة لداء الأنانية ـ لا يقيها من شره سوى العقل الذي هو الدواء القتال للانانية ولغيرها من العواطف الخبيثة والشهوات الشريرة . لأن العقل هو القوة المدبرة المسيطرة على الكون . هو اس النظام ووسيلة الصلاح وعامل الرقي وهو الدواءالمستأصل لجراثيم الفساد والشر والفوضى . وهو سلاح الحق الذي لايزال ينتصر به في كل مظهر من مظاهر الحياة وفي كل ذرة من ذرات الوجود على جيوش الباطل ، ولا كان الباطل والغي والشر والفساد والفوضى لانزال تتخذ من العواطف والشهوات أثواباً تلبسها وتظهر فيها وأدوات تستعملها في اغراضها ومطايا تركبها الى غاياتها المرذولة فلسنا نخطىء اذا قلنا