صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۰۸ منه بمحبوبه واشد عشقاً لذاته السخيفة السمجة منه لذات معشوقة و اشغف واهيم بملاحات جماله ومحاسن دلاله منه بمفاتن الحبيب فكل عنايته واكتراثه لنفسه وكل عواطفه وشهواته تدور حول محور نفسه ، ومن ثم تصبح نفسه « السخيفه السمحة الممقوتة » هي الصنم الذي ينصبه ويخر له ساجداً ويريد معشوقته المسكينة على أن تسجد له أيضا . ثم بدلا مما يكون في حالة عاطفة الحب النزيه الطاهر من تلك الفضيلة الاخلاقية الاجتماعية الكبرى أعنى روح التضحية السامية القاضية بنسيان العاشق ذاته الضئيلة واتجاه كل ملكاته وقراه وجهوده نحو خدمة النوع البشري ممثلا في شخص حبيبه وتقديس المجتمع الانساني مصوراً في هيكل معشوقه – ترى جميع قواه وملكاته قد انعكست نحو ذاته الممقوته فيظل بحسب أن نفسه هي الجوهر الوحيد في الوجود وان سائر الكائنات اعراض خسيسة وان كل ما في الكون من خلائق لم توجد ولم تكن الا التسره وتلذه وتسعى في خدمته وتسبح بحمده . لا يحسبن القارئ أن في كلامي هذا شيئا من المبالغة فلقد رأيت بعيني رأسي كثيراً من هذا الصنف من العشاق ولا أراني مغالياً اذا قلت أن مثل هذا العاشق لا يمير محبوبته من الاهتمام عشر معشار مايبذله في سبيل انتقاء «دبوس »