صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۰۷ – لأنهم نظروا الى الامر من وجهة واحدة ولم يستوعبوا سائر جهاته . وكذلك النظر الجزئي إلى عظام المسائل جدير ان يضل صاحبه و يعمي عليه الشيء الكثير من الصواب . . لقد فات هذا الفريق ان الغرائز والعواطف مها شرفت ونبات ومهاكرم غرضها وحسن مقصدها فانها اذا لم تجعل تحت رقابة العقل ( الذي هو وحده منبع النظام وأساس سلامة الكون ) تصبح عرضة الموقوع تحت تأثير آفة الآفات ومصيبة المصائب وادوى ادواء المجتمع والد اعداء الانسانية - اعنى داء « الانانية وليس هذا محل الخوض في هذه المسألة الكبرى وما اظن المجال بنفسيح أو يسمح با متقصاء البحث والدخول في في الجزئيات والتفاصيل وضرب الامثال ـ على ان القارىء اذاالقی هذا الكتاب برهة وراض الذهن على فحص هذه النظرية جهد طاقته لم يبخل عليه بالجم العديد من الشواهد والأمثلة المؤيدة لهذه القاعدة العامة خذ مثلا بسيطا : عاطفة الحب التي هي انزه العواطف في أصلها وطبيعتها وأشدها تضحية وابعدها من الانانية بل اقتلها للانانية اذا تسربت اليها آفة الانانية فقدت تلك المزايا الكريمة والمناقب الحميدة ـ فقدت روح التضحية والنزاهة وروح التفانى في شخص المحبوب فاصبح صاحبها اكثر اهتماماً بنفسه