صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

11.01 ظامات الكون والدليل المهتدى بين مضاله ومجاهله وكل شيءسار في صحبة العقل فقد ضمنت له السلامة وقدر له النجاح . وكل مالم يكن كذلك فقد تعرض للمتالف واستهدف للمهالك . على أن العقل حينها يصحب الغريزة المسماة الوطنية لا مشاحة في انه يكسر من حدتها ويفل من سورتها لما يتحتم عليه من مراقبتها وتدبيرها بالكبح من جماحها وصدها في الاحايين الكثيرة وقدعها وقمع طغيانها وتوقيفها عند حد الامان وفي دائرة السلامة . فتصبح بلا شك ـ من حيث مبلغ قوتها وشدتها - أضعف بكثير من الوطنية المستقلة عن العقل الراكبة رأسها الهائمة على وجهها . وهنا يتهمها الناس بالفتور والتراخي بل ربما غالوا فاتهموها بالمروق والخيانة . ومن ثم كانت الوطنية لاستبدة العمياء في نظر الجماهير أغلى قيمة وأعظم قدراً واوجب للاجلال والتقديس من الوطنية المتبعمرة السارية في ضياء العقل ومن ثم نشأت نظرية القائلين بأن الوطنية أعظم ماتكون واقوي واشد اخلاصا وحرارة في الجماهير والمجاميع ـ وانها تتناقص قوة وحمية ولهيباً كلما ازداد نصيب صاحبها من العلم والفلسفة حتى اصبح الكثير من نوابغ العلماء والفلاسفة وفي مقدمتهم « جيتا » أعظم فحول الالمان يتهمون في وطنيتهم . والحقيقة خلاف ذلك فان