صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 104 – مقصورة على النوع البشري بل مشتركة مشاعة بينه وبين كافة ضروب الحيوان من النملة الى الفيل ومن الاسفنجة الى النسر - كل لا يقر ولا يطمئن الا في وطنه وبيئته . بل ان النبات ذاته وطني اذا نقلته الى غير وطنه وغرسته في غير مألفه ذوى فذبل فمات اكثر من ذلك ان الوطنية لكونها غريزة وجبلة هي كسائر الغرائز تفعل فعلها وتجرى شوطها مستقلة عن العقل لا نقول ان استقلالها عن العقل فرض لازم وشيء دائم فانها قد تتفق معه احيانا وتسترشد بوحيه ولكن ذلك شيء عرضى وهو من محاسن الصدف وحينذاك تكون وطنيه راشدة مبصرة . والكن ذلك ليس من وظيفتها ولا من طبعها بصفتها غريزة كسائر الغرائز التي لا بد أن تنهج منهاجها وتحدث حدثها بق نون نافذ ازلى غير خاضع لسلطان العقل ولكن لسلطانه هو . فلا عجب ان ترى الوطنية مندفعة في مجراها في غير صحبة العقل . بل لقد تسلك الوطنية مسلكها في غير صحبة الشعور فيأتي الرجل الفعلة الوطنية من حيث لا يشعر انه صنع شيئا البتة. ولكن من حسن عناية الله وتوفيقه أن يلهم الوطنية الانضمام الى العقل والانضواء تحت لوائه لأن العقل وحده هو المبصر الثاقب النظر وسط