صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۰۱ -

الجسيم . لا يصح أن يتولى المعارضة من لا يهمهم منها الا اتخاذها ذريعة لخدمة الاغراض والاهواء وهم يعرفون الحقائق ولكنهم يتعامون عنها تعامى البصير في الليلة القمراء . ولا أن يتولاها القصار النظر الذين لا يبصرون الحقيقة لما يحول دونها من سحب الاكاذيب والاضاليل . ولا أن يتولاها القوم البطاشون باسنة الافلام. وحراب المطاعن وهجر الكلام الذين لا يلذهم ولا يقر عينهم الا أن يروا ميدان المعارضة حومة وغى وساحة قتال يضرجونها بدماء المناظرين والمناقشين تسيل على ظبات اقلامهم وأسلات براعاتهم من جراح الكرامات الدامية ومن كلوم الاعراض المعلومة ، فهذا وحده الذي يسرهم ويشفيهم وبدونه لايرضون ولا يقنعون . اماطريق المنطق والقياس والمعقول فليس مما يألفونه أو يميلون كثيراً الى سلوكه. وليس للحجة عندهم أراجح وزن أوكبير قيمة. وبدل ما هو اساسي ضروري للمناقشة الحرة والمعارضة النزيهة من صفاء جو الهدوء والحلم والرزانة الضروري لوضوح نور الصدق وسطوع نجم الحقيقة تراهم يكدرون الجو بمالايزالون يثيرون فيه من غبار الشغب والشر ويعقدون في ارجائه من دخان الاساءات والاعتداءات باليم المقال ومضاضه . . وهذه الخلال لعمر الحق ليست مما يحبب المناقشة الى اربابها وذوى البراعة فيها والافتتان