صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/114

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۰۲ –

في اساليبها ولا مما يجعل ميدان المناظرة ذلك الندى المأنوس الذي يشتاقه ويهرع اليه او لو الفطن والالباب بل هذه الخلال السيئة اجدر ان تبغض المناظرة والمناقشة الى من يرجون لحل مشكلانها وانارة شبهاتها من ذوى الفضل والحجى ـ اذ يرونها الى الصراع والملاكمة اقرب منها الى المحاجة . وبالجلاد والطعان اشكل منها بالمباحثة . ويرون مجالها احق أن يسمى مأسدة ومسبعة تجول فيه الضاريات بالبرائن وتصـول بالا نياب والمخالب . فليس يجرأ على ولوج بابها . ودخول غابها . الا من تحصن في الجنن الواقيـة . و تسربل الدروع الضافية . وليس يخفى ما يكون لا بعاداهل الفضل والنهي عن مجال المناقشة من الخطر الجسيم على سلامة الحقائق والمبادىء بمنع اشعة القرائح الوقادة من النفاذ اليها والاشراق عليها وابرازها للعيان في ضياء الحجج المنيرة والبراهين الساطعة . وذلك من شر ما يبتلى به أمة ناهضة تقتحم اوعر سبيل الى غايتها المأمولة من الحرية والاستقلال في ظروف عصيبة وازمات شديدة وجو مغيم مظلم تظل فيه احوج ما تكون الى الاستنارة بشهب الافكار ومصابيح الفطن من عقول الصفوة المختارة من نخية ابنائها المخلصين النوابغ. نحن لا نقصد بهذا الكلام الى الطعن في وطنية مصرى