صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/108

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۹۶ – دأ بهم وديدنهم سوى انكم تعملون على اماتة الامل ونقض العزائم ونكث الهمم . تكدرون العفو ، وتمكرون الصحو . وتجعدون السلس . وتخشنون الاملس . وتوعرون السهل . وتعقدون المنحل . وتثيرون على رونق الاماني المشرقة غبار الضجر والتبرم . وتعقدون دون كواكب الرجاء غيوم التطير والتشاؤم. لا تنفكون تقيمون مناحة جدية. على مصائب وهمية ، ثم تجعلون تشاؤمكم هذا دليلا قاطعاً على صدق وطنيتكم . وتسمون انكاركم للواقع المحسوس واقامتكم العقبات في سبيل تقدم البلاد الى غايتها المنشودة عنواناً على فرط اخلاصكم وشدة تفانيكم في خدمة القضية خبرونى بربكم أهو الاخلاص والتفاني الباعث الحقيقي الذي يدفعكم الى اتيان ما تأتون من المعارضة في الواضح المستنير. والمكابرة في انكار ما يراه الاكمه والبصير . وهل حقا تعتقدون في صميم افئدتكم انكم أنتم وحدكم المخلصون وان فريق التيمن والاستبشار هم المنافقون ؟ وهل حقا في صدوركم وحدها يتأجج لهيب الوطنية وعلى قلوبكم دون غيرها يتنزل وحي الوطنية وهل الوطنية لم تضرب في غير ضمائركم قبابها . ولم تتخذ في سوى جوانحكم منسكها ومحرابها . ولم تقم خلافكم مداره يدافعون عن قضيتها . ولم تجند غيركم عسكراً يذودون عن حوزتها . وهل هي لم تتعشق سواكم