صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

1901 بماركة معينة لفابريقة معينة لا تعرفون غيرها ولا تعترفون بسواها ولا تؤمنون الابها ولا تأخذون الا مصنوعاتها ـ ثم المقاطعة . التامة والويل والعفاء على البضاعة بعينها اذا صدرت عن فابريقة أخرى تحمل ماركة أخرى ـ فأنهم انما تعنون بالواسطة لابالنتيجة وكل ما يهمكم هو الذي لا الكائن الحي المشتمل به والوعاء لا المتاع المنطوي تحته ومن كان هذا شأنه متعلق بالاعراض دون الجواهر. منصرفاً عن مادة الحقائق الى هباء المظاهر . كان يعيش في عالم من الخيالات والاحلام . وينقلب في جو من الأكاذيب والأوهام . وان تشأ فقل عنه ولا حرج انه لا يحيى ولا يعيش ولا يكون ولم يكن. ليت شعري ماذا تقول للذين يستقبلون نعمة الله بالسخط والنقمة ويتلقون فضله العظيم بالاستياء والاسف . ليت شعری ماذا تقول للذين يلقون وجوه اليمن الضاحكة بوجوه مربدة عابسة . وينفرون من عرائس النعم المزفوفة عليهم باعطاف شامسة . أفلا نقول ان الطبائع البشرية قد انعكست فيهم فدواعى السرور تشجوهم . وبشائر الصفو تشجيهم . وانبساط الامل يورثهم انقباض الياس . وأسباب الطمأنينة تثير فيهم هواجس الوسواس . فأي فائدة ترجى من أمثال هؤلاء لصالح العالم عامة ولمنفعة أوطانهم خاصة أي فائدة ترجي منكم يامن هذا