صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 94 - قد جعل يلقيه على الملأ مرة بعد أخرى من خطبه الرائعة المملوءة بروح الديموقراطية مما لم نعهده البلاد قبل اليوم من أي وزارة قامت بين ربوعها أو رئيس تقلد زمام الحكم فيها . ثم بتنفيذ نصوص هذه الخطب بالاعمال الجليلة والنتائج العملية . أي انكار للواقع الملموس أشد من انكاركم الغاء الحماية بعد ما أعلنت ذلك بريطانيا وصادق عليه برلمانها وكساه الصورة الشرعية والضيغة الرسمية و بعد ما أمنت عليه دول العالم وهللت له وصاحت وتواردت به التهانىء تطير بأجنحة البريد وتهفو على ساريات البرق . بل كانت تشترك في إعلانه الطبيعة ذاتها فتتهامس بنجواه الرياح . ويفضى ببشراء المساءلاصباح . فتقولون . بعد كل هذا انه ماحدث حادث ولا تغيرت حال . وانه تخرص وأحاديث ملفقة ليست بنبع اذ عدت ولا غرب تقولون ان هي الا اسماء سميتموها . ورنين الفاظ زينتموها كلام في كلام . وأضغاث أحلام . ورماد يذر في الاجفان . وتخدير أعصاب وأبدان ، فبحقكم هل كنتم قائلين ذلك لوسيق اليكم هـذا الربح العظيم على أيدى آخرين أم أنهم لا تعترفون بالفضل ومقداره الا اذا انحدر اليكم من طريق مخصوص محبب اليكم ولا تتحدثون بالنعمة الا اذا جاءتكم في غلاف معين ميصومة