صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۹۳ كل نافر شرود جامع في العنان لا يسمع الزجر ولا يرعوى الى الرواض فلأي قوة في الكون يرضخ من أبى الرضوخ لاستاذ التجربة ولأى ارشاد ينصت من لم يصغ الى وحى العواقب . وأي درس يحفظ من أهمـل درس الاسباب والنتائج . ولأى صوت يأذن من أغلق سمه دون صوت الطبيعة . وبأي مصباح يسترشد من أغمض طرفه عن سراج الحق . وبأي شئ في هذا الوجود يصدق ويؤمن من خادع نفسه وغالط ذهنه في الواقع المحسوس والحقائق الملموسة ؟ وأى انكار للحاصل والواقع أشد من انكاركم لتلك الحقيقة الكبرى التي أصبح يبصرها الضرير ويسمع وقع آناها الاصم ويكاد يتحرك لهـا رفات الاموات في قبورها ـ تلك الحقيقة التي بتنا نتقلب في مضاجع راحتها وبين اعطاف نعمائها ونجنى باكورة ثمارها يانعة جنية : من تحكم في امورنا وتصرف في ادارة شؤوننا وقبض على ازمة السلطة في حكومة بلادنا وتأسيس برلمـان كأرقى برلمانات العالم دستورية واحسنها نظاما ووزارة مسؤولة أمام ذلك البرلمان قد قام رئيسها الجليل ثروت باشا يبرهن للناس على حسن نيتها ويقدم لهم أمثلة صادقة من مبدأ مسؤوليتها بما