صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/104

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۹۲ – السبيل سبيل التنابذ الممقوت والامعات في شعابه داعياً الى الرجعة لسبيل التضامن والاتحاد فيطيعه الشعب جامعاً كلمته حاشدا صفوفه ـ ادبر الشر والطلاح . واقبل الخير والفلاح . وابرمت روح الاتحاد من أسباب القضية ما كانت آفة التفرقة قد نكثت ونقضت . ووثقت عزة التضافر من أركانها ما كانت ذلة التخاذل قد هدمت وقوضت . فأشرق نجمها بعـد افول . وأورق عودها بعد ذبول . نقول لقد جربتم هذا وذاك ولقيتم من الخطتين النعمة والمصاب . وذقتم من الكاسين الشهد والصاب . فهل انتفعهم بتجارب الزمن . وحنكتكم تقلبات الدهر بين نعم ومحن . وهل فقهتكم الصروف . وفطنتكم تلونات الظروف . وهـل سبكتكم نيران الكوارث في بوتقة التمحيص والتهذيب . وقومتكم أيدي الحوادث بثقاف الاصلاح والتأديب . أم وجدتكم هذه القوى والعوامل بمنعزل عن ندائها وبمنقطع عن صوت دعائها . فكانت انما تحاول في هدايتكم تحريك الجبـال . وتسكين الزلزال . . وضبط هو جاء الرياح . . واسكات العارض السحاح . وكأن موقع وحيها وتعاليمها من قلوبكم موقع الرقم على صفحة الماء . والنقش في أديم الهواء . وكذلك لم تجد هذه المؤدبات الالهية . والمهذبات الطبيعية . من بينكم الا .