صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/102

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۹۰ – يبصر فرط اضطرابها وتشوشها واختلاط ا لا يكاد يصدق أن في استطاعة الفدرة التي خلقت نظام العالم العجيب من عالم السديم المشوش أن ترد هذا البركان المتطاير الحجم والشظايا وهذه الزوبعة المستطيرة الشرر والصواعق وهذا الزلزال البادي في أشنع صور التخريب الذهني والتدمير الروحاني ـ الى سيرته الأولى من الحياة الهادئة المنظمة وصورته المعهودة من مظاهر الانسانية المهذبة . و بالاختصار اما كنتم تجددون عهد ذلك اليوم المعروف ه ابريل ١٩٢١ الذي يسجل على ترمومتر الحياة الاجتماعية أعلى درجة لحيوانية الانسان وأخفض درجة لروحانيته ويقدم أصدق مثل تاريخي على تأصل طباع آباء البشر سا بنى الكهوف وقانصي االوحش في نفوس ابنائهم مهما قدم العهد وتطاول الأمد . اجل لقد كنتم تفعلون ذلك وفوق ذلك لو أن غنيمة هذا التصريح بالغاء الحماية والاعتراف بالاستقلال التام جاتكم في ظروف أخرى وعلى أيدي آخرين . فما بالكم اليوم لا تصنعون عشره مشار ما كنتم صانعيه اذ ذاك ؛ بل ما بالكم لاتكتفون بمجرد اظهار الارتياح والانشراح ، بل بمجرد السكينة والنبات . بل بلزوم سنة الصبر الجميل حتى تروا عواقب هذه البوادر ونتائج هذه