۲۲۶ - وفي تفسير الآية لاهله اقوال. فقيل معناها تتابع الاسباب وتلاحقت حتى تكامل علمهم في الآخرة واستحكم. فيكون الكلام خارجا مخرج الاستهزاء والتهكم. وقيل معناها بلغ العلم أقصاه ونهايته فانتهى وفنى ولم يبق لهم علم بها فجهلوها وقيل معناها بل يتكامل علمهم بالآخرة فيها حين يعاينونها . وقيل بل في الآية معناه هل. فالمعنى هل ادارك علمهم في الآخرة؟ استفهاماً على وجه الانكار، اي لم يكن لهم علم بها . كلمة بل في القرآن ترد على وجوه. يكون للتدارك. وهو على وجهين: ۱) وجه يناقض ما قبله ما بعده والمقصود ابطال الاول. منه قوله ، اذا تتلى عليه آياتنا قال اساطير الأولين. كلا، بل ران على قلوبهم اى ليس الامر كما قالوا وهم جاهلون استولى الفساد على قلوبهم. ۲) وجه يبين ما قبله ويزيد عليه. منه قوله ، بل قالوا اضغاث احلام، بل افتراه، بل هو شاعر ». وفي هذا الوجه كثير . ٣) الثالث من الوجوه أن يكون بل معناه هل ، رین القرآن من ا هم او ام. منه قوله ، بل ادارك علمهم في الآخرة" معناه هل ادارك فهذه الآية ، بل ادارك عليهم في الآخرة، بل في شك منها، بل عمون« قد جمعت هذه الوجوه كلها. فالاول للاستفهام على طريق الانكار ، والثاني للتدارك على سبيل الابطال، والثالث لزيادة البيان على جهة الاكمال. وفي الآخرة، لو كان على ظاهره من الظرفية، لا يتعلق بالعلم. وانما يتعلق بادارك. وعلى هذا فلا يصح من الاقوال المنقولة الا الثالث. ولذا جعل البعض في بمعنى الباء متعلقاً بالعلم اي علمهم بالآخرة. وقال البعض معنى الآية هل بلغ علمهم بما يجرى عليهم في الآخرة. ولا يبعد ان قلنا ان تدارك من الدرك بمعنى التبعة. فمعنى إدارك على منها هذا تدافع وتخالف وتدار. وهذا معنى مستقيم فان تدارك القوم معناه أتى البعض بدرك الآخر فوقع بينهم التنازع والتخالف . والعلوم اذا تدافعت وتنازعت لا تفيد شيأ وانما توجب التحير والضلال. فمعنى الآية لا يشعرون ايان يبعثون، وعلومهم تدافعت وتخالفت في شأن الآخرة فهم في شك منها، بل هم منها عمون،
