من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صَحا القلبُ من سلمى وعن أُمّ عامرِ
|
|
وكنتُ أُراني عنهُما غيرَ صابِرِ
|
ووشتْ وشاةٌ بيننا، وتقاذفت
|
|
نوى غربةٍ، من بعد طول التجاوُرِِ
|
وفتيانِ صِدْقٍ ضَمَّهمْ دَلَجُ السُّرَى
|
|
على مُسْهَماتٍ، كالقِداحِ، ضَوامرِِ
|
فلمّا أتَوْني قلتُ: خيرُ مُعَرَّسٍ
|
|
ولم أطّرِحْ حاجاتِهِمْ بمَعاذِرِ
|
وقُمتُ بمَوْشيّ المُتونِ، كأنّهُ
|
|
شِهابُ غَضاً، في كَفّ ساعٍ مبادرِ
|
ليشقى به عرقوب كوماء جبلةٍ
|
|
عَقيلَةِ أُدْمٍ، كالهِضابِ، بَهازِرِ
|
فظَلّ عُفاتي مُكْرَمينَ، وطابخي
|
|
فريقان منهم: بين شاوٍ وقادرِ
|
شآمِيَةٌ، لم تُتّخَذْ لِدُخامِس
|
|
الطبيخ، ولا ذمِّ الخليطِ المجاورِِ
|
يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ، كأنّهُ
|
|
رؤوس القطا الكُدْرِ الدقاق الحناجرِ
|
كأنّ ضُلوعَ الجَنْبِ في فَوَرانِها
|
|
إذا استحمشت، أيدي نساءٍ حواسرِ
|
إذا استُنزِلتْ كانتْ هَدايا وطُعمةً
|
|
ولم تُخْتَزَنْ دونَ العيونِ النّواظِرِ
|
كأنّ رِياحَ اللّحمِ، حينَ تغَطمَطتْ
|
|
رياح عبيرٍ بين أيدي العواطرِ
|
ألا ليت أن الموت كان حِمامُهُ
|
|
لَياليَ حَلّ الحَيُّ أكنافَ جابر
|
ليالِيَ يدعوني الهوى، فاجيبه
|
|
حثيثاً، ولا أُرعي إلى قول زاجرِ
|
ودويَّةٍ قفزٍ، تعاوى سباعها
|
|
عُواءَ اليتامى من حذارِ التراترِ
|
قَطَعْتُ بِمَرْداةٍ، كأن نُسُوعها
|
|
تشدُ على قرْمٍٍ، عَلَنْدَى ،مَخاطِرِ
|